اسماء الله الحُسنـى
أسماء الله الحسنى وعددها
يتوقّف المسلم في أسماء الله الحسنى على ما جاء منها في الكتاب والسنّة، كما أنّ أسماء الله الحُسنى توقيفيّة لا يجوز الزيادة فيها أو الإنقاص منها، ولا مجال للعقل في نفي أو إنكار أو زيادة أو استنتاج شيء منها، والتوقّف فيها على النصّ الوارد واجب، قال -تعالى-: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
وقد علّم الله -تعالى- عباده بعض أسمائه وصفاته، وأخفى عنهم أسماءً وصفاتً أُخرى واستأثر بها فيعلم الغيب فلا يعلمها أيّ من مخلوقاته سواءً كان نبيّاً مرسلاً أو ملكاً مقرّباً، وقد ورد في قول النبي-صلى الله عليه وسلّم-: (أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه فيكتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك).
وأسماء الله -تعالى- لا تعدُّ ولا تحصى، حيث قسّم الحديث الذي سُقناه أسماء الله الحُسنى إلى ثلاث أقسام وهي كما يأتي :
قسمٌ سمّى الله -تعالى- به نفسه وعرّفه بعضاً من خلقه إلّا أنّه لم ينزل في كتبه.
قسمٌ عرّفه لعباده، وذلك الذي أنزله في كتابه.
قسمٌ أخفاه عن خلقه كلّهم واستأثر هو بعلمه فلم يطّلع عليه أحد.
وقد جاء في التخصيص في عدد أسماء الله الحسنى بأنّها تسعة وتسعون اسماً لشهرتها ولكونها أظهرمن حيث المعنى، وذلك لا ينفي وجود أسماءِ أخرى عداها.
ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى
معرفة العبد لأسماء الله الحسنى لها آثار على نفسه وسلوكه فهو بمعرفتها يذوق حلاوة الإيمان بالله-تعالى-، وتزيد محبّته له وحياؤه منه، ويشتاق إلى لقائه ورؤيته، وتزيد عنده مخافة الله -تعالى- وخشيته ومراقبته في السرّ والعلن، ويذهب عنه اليأس من رحمة الله -تعالى-، ويحسن ظنّه وثقته به، ويزداد تواضعه ويقلّ تكبّره، ويشعر بعظمة الله -تعالى- وعلّوه وقوّته على عباده، وتعلّم هذه الأسماء هو نوع من أنواع العبودية لله -سبحانه-.
الآداب الواجب التحلي بها مع أسماء الله الحسنى
يستحب حين يذكر المسلم اسم الله -تعالى- أو يكتبه أن يتبعه بنعت أو وصف من اوصاف التعظيم كأن يكتب -تعالى-، أو -عز وجلّ-، أو -سبحانه-، أو -تقدّس- وغيرها من ألفاظ الكمال والتقديس، ومن آداب التعامل مع أسماء الله الحُسنى أن يبتدأ بها المتكلّم كلامه فيقول مستهلاً له الحمد لله ربّ العالمين، أويقول بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد والبسملة يشتملان على صفات عليّة وجليلة لله -سبحانه-، ومن الآداب أيضاً أن لا يطلق على الله أيّ اسم ليس له، ولم يسمي به نفسه بغرض القياس، ولا يكون الثناءعلى الله -تعالى- أو دعاءه إلّا باسم من أسمائه، ومن هذه الآداب ألّا يكثر المسلم من القسم بالله-سبحانه وتعالى- في كلّ وقت وحين، وألّا يذكر اسم الجلالة الله أو أي اسم آخر له في أماكن لا تليق بذلك، وألّا يستخدمها في تحقيق غرض دنيوي كالتجارة ونحوها.
تمارين :-
١- ما هي ثمرات معرفة اسماء الله عز وجل ؟
٢- اذكر بعض الآداب التي يتوجب علينا التحلي بها مع أسماء الله عز وجل.
٣- ابحث عن خمس اسماء لله عز وجل مع ذكر معنى الاسم.