تنقيط وتشكيل القرآن الكريم


تاريخ: 20-11-2020
  
كاتب : اكرام بن سعيد
  

تنقيط القرآن الكريم وتشكيله

 

  بيّن  أهل العلم أن القرآن الكريم لم يُكتب منقوطاً في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة رضيالله عنهم، ويرجع السبب في ذلك إلى كثرة اعتمادهم على التلقّي والسماع، وعدم اعتمادهم على المصاحف في القراءة، بالإضافة إلى حرصهم على المحافظة على صورة الكلمة صالحة لكلّ ما ثبت من أوجه القراءات، كما رُوي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "جرّدوا القرآن ولا تخلطوه بشيء"، وقد اختلف المؤرّخون في تنقيط الكلمات في اللغة العربية، حيث ذهب بعضهم إلى أن العرب كانوا يعرفون تنقيط الأحرف قبل الإسلام ليتمكّنوا من تمييز الأحرف المتشابهة، ولكنّهم تركوا التنقيط عند كتابة المصحف.

 

وقال بعضهم الآخر إن التنقيط لم يكن معروفاً قبل أبي الأسود الدّؤَلي، فهو أوّل من نقّط الحروف، وأوّلم من نقّط المصحف الشريف، وهو تابعيّ جليل من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم اشتهرالتنقيط في عهد عبد الملك بن مروان وأمر بتنقيط القرآن الكريم، وذلك بعد اتّساع الرقعة الجغرافية للدولة الإسلامية، ودخول الكثير من الأعاجم في الإسلام واختلاطهم بالعرب، مما أدّى إلى ظهور اللّبس والإشكال في قراءة المصحف، وقد كلّف عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي بمهمّة تنقيط القرآن الكريم، فاستعان الحجّاج بعالمين من خيرة علماء المسلمين، ومن تلامذة أبي الأسود الدؤلي،وهما: يحيى بن يعمر العدواني، ونصر بن عاصم الليثي، الذين اشتهرا بالصلاح، والورع، وسعة العلم في اللغة العربية والقراءات، فوضعا النقاط على الحروف المتشابهة من نقطةٍ إلى ثلاثة. 

 

عندما نزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تكن العرب تعرف النقط والتشكيل، حيث كانت اللغة العربية في ذلك الوقت خالية من وجود نقط الحروف، كنقط الباء والتاء والثاء والجيم والخاء، ونقط الإعراب والحركات، وهي النقط التي ترسم التشكيل أعلى وأسفل الكلمات لضبطها كالفتحة والكسرة والشدة والضمة والتنوين.

 

 

كان العرب لا يعرفون تلك الحركات والنقاط، وقد ظهرت في وقت متأخر بعد وفاة النبيبعشرات السنين، حتى بعد أن جمع الخليفة أبو بكر الصديق القرآن الكريم، ونسخ فيمصحف واحد في عهد الخليفة عثمان بن عفان، حيث كانت النقاط والتشكيل لم تعرفبعد، حتى أن هناك محاولات تمت في تلك الفترة لتشكيل القرآن إلا أن العرب وقتها كانوا يرون فيها الكراهة فكانوا لايذكرونها خوفا على التبديل الذي قد يطرأ على القرآن.

 

 

وقد كتبت المصاحف منذ زمن عثمان بن عفان وهي خالية من النقط و التشكيل، وذلك حتى يمكن قراءته بالأحرف السبعة التي نـزل بها القرآن الكريم، وعندما أرسلت نسخ القرآن الكريم إلى البلاد التي كان يفتحها المسلمون، نسخوها على هيئتها، وهي خالية من النقط والتشكيل .

 

وظل المصحف الشريف على هيئته خالية من التنقيط والتشكيل حتى جاء أبو الأسودالدؤلي. 

 

تمارين :

1- من هو أبو الأسود الدؤلي ؟

2- ما هو سبب تنقيط وتشكيل القرآن الكريم ( الدافع ) ؟

3- بمن استعان الحجاج بن يوسف بمهمة تنقيط القرآن الكريم ؟

KINDIX | Powered by Sadel Technologies Ltd | הצהרת נגישות | بموافقة وزارة التربيه والتعليم